الوقاية من السمنة عند الأطفال
اصبحت مشكلة السمنة عند الأطفال ظاهرة شائعة في مجتمعاتنا، حتى وانه للأسف تكون سمنة الاطفال الرضع ليست فقط مقبولة وانما مظهر الجمال، رغم أن البدانة في الطفولة تؤدي إلى عدم تقدير الذات والإحباط ومشاكل صحية أخرى. فما هي اعرضها واسبابها؟ وما هي الطرق الامثل لعلاجها دون إلحاق الاذى بنفسية الطفل او بنموه؟
تعريف السمنة عند الأطفال:
السمنة لدى الأطفال هي زيادة غير طبيعية في عدد الخلايا الدهنية والتي تؤدي إلى زيادة تراكم نسبة الدهون بالجسم، وتؤثر الإصابة بالسمنة سلبا على صحة الطفل جسديا ونفسيا.
أعراض السمنة عند الأطفال:
بعض الأطفال لديهم أشكال للجسم أكبر من المتوسط ويحمل الأطفال عادةً كميات مختلفة من الدهون في الجسم في مختلف مراحل النمو، لذلك قد لا تعرف من مجرد النظر إلى طفلكَ ما إذا كان الوزن مصدرا للقلق على صحته إلا عن طريقة حساب مُؤشِّر كتلة الجسم.
كيف أعرف إذا كان طفلي يعاني من السمنة ؟
يممكن الاستعانة بمقياس كتلة الجسم الذي يسمى بالإنجليزية (Body Mass Index - BMI): وهو مؤشر عالمي يستخدم لقياس طبيعة جسم الإنسان وتحديد نوع الجسم هل هو سمين أم نحيف أم طبيعي، ويتم تحديد نوع الجسم من خلال العلاقة بين الوزن والطول ويتم ذلك من خلال عملية حسابية بسيطة.
طريقة حساب كتلة الجسم:
في البداية من اجل حساب مؤشر كتلة الجسم أنت بحاجة لمعرفة طول طفلك بالضبط بالإضافة إلى معرفة وزنه ايضاً، فاذا كنت تعرفين طول ووزن طفلك تطبقين القاعدة أسفله.
القاعدة: مؤشر كتلة الجسم = الوزن ÷ (الطول × الطول)
مثال: إذا كان الطفل يزن 48 كيلوغراما وطوله 1,45 متر
فمؤشر كتلة جسمه هو 48/(1.45*1.45) = 22.8
إذا مؤشر كتلة الجسم هو 22,8، وبناء على الجدول الموضح أدناه فان وزن هذا الطفل وزن طبيعي، لان الوزن الطبيعي يقع بين المؤشر 24,9 – 18,5

أسباب السمنة عند الأطفال:
هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر السمنة عند الأطفال ومنها:
_ الكسل والخمول وترك الرياضة.
_ عدم الاهتمام بمكونات الوجبة الغذائية وانتظامها.
_ الضغوطات النفسية والتوتر.
_ اختلال بالهرمونات.
_ اسباب وراثية.
_ عدم إتباع اسلوب غذائي متوازن.
_ العوامل الاجتماعية والاقتصادية.
مضاعفات السمنة:
الأطفال المصابون بالسمنة يكونون أكثر عرضة لتطوُّر عدد من المشكلات الصحية الخطيرة، والتي تتضمَّن:
- الميل للخمول والنوم.
- صعوبة الحركة وزيادة مشاكل المفاصل والعظام وآلام الظهر والقدمين.
- ضغوط نفسية ومشاكل سلوكية.
- الإصابة بأمراض القلب والشرايين (النوبات القلبية والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم...).
- الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
- الإصابة بعض أمراض الكبد وأنواع السرطانات.
- حدوث بعض الأمراض الجلدية والالتهابات الفطرية في ثنايا الجلد.
- هشاشة العظام، الأطفال المصابون بالسمنة يكونون أكثر عرضة لكسور العظام مقارنة بالأطفال الذين يتمتعون بالوزن الطبيعي.
- الإصابة بمرض الربو، الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد أو البدانة ربما يكونون أكثر عرضة للإصابة بالربو.
المضاعفات الاجتماعية والعاطفية
- قلة الثقة بالنفس والتعرض للتنمُّر: عادة ما يضايق الأطفال أو يسخرون من زملائهم البدينين الذين يعانون من فقدان الثقة بالذات وما ينتج عن ذلك من ازدياد خطر إصابتهم بالاكتئاب.
- مشاكل في السلوك والتعلم: عادة ما يعاني الأطفال البدينون من زيادة في مستوى القلق وتدني في المهارات الاجتماعية مقارنة بالأطفال ذوي الوزن طبيعي، ويمكن لهذه المشاكل أن تدفع الأطفال البدينين إلى التطرف في ردة فعلهم فإما سيلجؤون إلى إساءة التصرف أو إزعاج زملائهم بالصف أو إلى والعزلة الاجتماعية.
التوصيات الأساسية للوقاية من الزيادة في الوزن والسمنة عند الأطفال :
الرضاعة الطبيعية (بالنسبة للرضع):
- إرضاع الطفل رضاعة طبيعية حصرية حتى يصبح عمره ستة أشهر ثم إدخال الأطعمة تدريجيا مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية إلى غاية السنتين.
الحفاظ على وزن صحي:
- ضرورة تتبع ومراقبة نمو الطفل منذ الصغر بشكل منتظم في المراكز الصحية أو في العيادات الطبية باستخدام الدفتر الصحي.
تناول وجبة الفطور:
- تساهم في تحسين وظائف العقل الإدراكية والأداء المدرسي.
- تساعد في اكتساب الطاقة وحرق الدهون.
للحصول على وجبة إفطار صحية ومتوازنة، يجب التركيز على النشويات كالخبز الكامل والحليب أو مشتقاته والبيض وإضافة الفواكه والخضر وتفضيل مواد دهنية من أصل نباتي كزيت الزيتون.
التغذية متوازنة:
- يحتاج الطفل إلى نظام غذائي متوازن ومتنوع لنمو جيد وصحة سليمة.
- تناول الفواكه والخضر.
- استهلاك كميات كافية من الأطعمة الغنية بالحديد وحمض الفوليك (كالبيض، السمك والخضروات...)
- تناول الأغذية الغنية بالفيتامين <<س>> في الوجبات من أجل امتصاص أفضل للحديد (مثلا البرتقال والخضروات ذات اللون الأخضر والأوراق الخضراء...).
- استهلاك الأسماك على الأقل مرتين في الأسبوع لتحقيق كمية كافية من الأحماض الدهنية أوميغا 3.
- تجنب الافراط الغذائي بين الوجبات (الوجبات الخفيفة أثناء مشاهدة التلفاز، والإفراط في شرب المشروبات ذات السعرات الحرارية الزائدة وهو سبب من الأسباب الرئيسية لتطوير السمنة.
- قَلِّل من تناوُل الطعام في مطعم، خاصة في مطاعم الوجبات السريعة، وعندما تقوم بتناوُل الطعام بالخارج علِّم طفلك كيفية اتخاذ خيارات صحية
- لا يتعلق الأمر بإخضاع الأطفال "للحمية "، ولكن لتجنب الإفراط في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالي، كما لا ينبغي حرمان الطفل من الأكل ولكن يجب أن نحثه على الأكل الجيد في كل وجبة لكي لا يأكل بين الوجبات.
الحد من تناول الدهون:
- التركيز على اللحوم الخالية من الدهون وإزالة الدهون المرئية قبل الطهي.
- تنويع الزيوت النباتية غير المشبعة مثل زيت الزيتون وزيت الأركان وزيت عباد الشمس وزيت الذرة وغيرها في الطهي.
- إدراج الأطعمة الغنية بالدهنيات الصحية أوميجا 3، مثل السردين، التونة والفواكه الجافة (اللوز والجوز...) في الوجبات الغذائية.
التقليل من استهلاك السكريات والأطعمة والمشروبات الغنية بالسكريات:
- تجنب استهلاك السكريات المضافة.
- استهلاك الفواكه الطازجة أو الفواكه المجففة (التمر والمشمش المجفف والزبيب، ...).
- تفضيل استهلاك العصائر الطازجة بدل المشروبات الغازية والعصائر الصناعية.
التقليل من استهلاك الملح:
- قراءة التركيبة الغذائية للأغذية الصناعية واختيار تلك المحتوية على نسبة منخفضة من الملح (أقل من 120 ملغ من الصوديوم لكل 100 غرام من الطعام).
- تعويض إضافة الملح بكميات كبيرة بالخل أو عصير الليمون أو التوابل أو الثوم أو البصل أو الأعشاب العطرية من أجل تحسين الطعم.
- تفضيل الملح المزود باليود مع تجنب إضافة الملح في الطعام بعد تحضيره.
تناول ما يكفي من الماء:
- شرب ما لا يقل عن 1,5 لتر من الماء يوميا وزيادة هذا المقدار عندما يكون الجو ساخنا أو عند ممارسة النشاط البدني.
- تفضيل الماء على المشروبات الأخرى.
قَلِّل الوقت المنقضي أمام شاشة التلفاز:
- لا تأكل أمام التلفاز، إن السماح لطفلك بتناول الطعام أو تناول وجبة خفيفة أمام التلفاز يزيد من الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة. كما تشجع هذه العادة السيئة أيضاً على المضغ بلا وعي، والذي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن
- الحد من الوقت الذي يقضيه أمام شاشة التلفاز وغيرها من الشاشات إلى أقل من ساعتين في اليوم للأطفال الأكبر من عامين، ولا تسمح بالتلفاز للأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن عامين.
ممارسة النشاط البدني:
الحرص على ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم أو اللعب لمدة ساعة على الأقل كل يوم مع تفادي الكسل والخمول.
في الختام
عندما تترافق سمنة الاطفال معهم حتى سنين متقدمة في الطفولة والمراهقة، هنا يبدأ الوالدين بالقلق والبحث عن الحلول!
لذا ننصحكم بأن تكونوا قدوة جيدة لأطفالكم! اذ انه واحدة من أنجح الطرق وأكثرها فعالية لغرس العادات الجيدة في طفلك وتشجيعه عليها، هي ان تكون قدوة له بأدائها. فان اردت ان يكون طفلك نشيطاً، ويتناول الطعام الصحي، يجب عليك أن تقوم بذلك أنت أولا، تَأَكَّدْي أيضًا من زيارة طفلكَ للطبيب لمتابعة حالته الصحية
تعليقات: 0
إرسال تعليق