ماهو ارتفاع ضغط الدم أسبابه وأنواعه وطرق الوقاية منه وعلاجه
يُعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر مشاكل الجهاز الدوري شيوعاً ونتيجة لكونه سبب لمضاعفات أخرى كثيرة وخطيرة تهدد صحة الإنسان، فينبغي علينا جميعاً أن نعلم ماهو ضغط الدم المرتفع وما أسبابه وطرق الوقاية منه وعلاجه.
ماهو ضغط الدم؟
في البداية ربما يتساءل البعض ما هو ضغط الدم بالأساس، لذا سوف نعطي نبذة مختصرة عنه:
لكي يسير الدم في شرايين الجسم يقوم القلب بدفعه بقوة عبر الشرايين الكبرى المتصلة بالقلب، قوة الدفع هذه هي ضغط الدم وهو نوعان:
ضغط الدم الانقباضي:
وهو مقدار قوة دفع الدم في الشرايين أثناء انقباض القلب.
ضغط الدم الانبساطي:
هو مقدار قوة دفع الدم في الشرايين أثناء الانبساط.
أما عن مقدار ضغط دم الإنسان فيكون كالتالي: ضغط الدم الانقباضي \ ضغط الدم الانبساطي ووحدة قياسه هي الملليمتر زئبق.
المعدل الطبيعي لضغط الدم:
يتراوح ضغط الدم الانقباضي بين(85-135) والانبساطي بين (60-90) وذلك للبالغين.
ما هو ارتفاع ضغط الدم؟
والآن بعدما استعرضنا القيم الطبيعية لضغط الدم، إذا ارتفاع ضغط الدم عن هذه القيم بشكل حاد أو مستمر يُعد ارتفاعاً للضغط.
والآن سوف نستعرض أنواع وأسباب ارتفاع ضغط الدم:
ضغط الدم المرتفع الأساسي أو الابتدائي primary hypertension or Essential hypertension:
هو النسبة الأغلب والأعم وتصل نسبته إلى 95 بالمائة من نسبة المصابين بضغط الدم المرتفع، وليس هناك أسباب واضحة لحدوثه حيث يعزو الأطباء الإصابة به إلى الأسباب الوراثية والجينية على الأغلب، إلا أنه ليس هناك ما يؤكد ذلك.
ولكن لوحظ أن العوامل العرقية والبيئية تساهم في ذلك إذ إن نسبة المصابين من البشرة السمراء في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر في معدل الإصابة به من أصحاب البشرة البيضاء.
ضغط الدم الثانوي secondary hypertension:
يحدث نتيجة لأسباب أخرى وسوف نقوم بذكر بعضها:
1- أسباب مرضية تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم:
أمراض الكلى:
ومنها اعتلال الكلية الناتج كمضاعفات لمرض السكري (Diabetic Nephropathy)، ومرض الكلى متعدد التكيسات (Polycystic Kidney Disease)، ومرض الكلى الكبيبي (Glomerular Kidney Disease )، وتصلب الشرايين الكلوية Renovascular hypertension.
كل هذه الأنواع ينتج عنها خلل في وظيفة الكلى مما يؤدي إلى احتباس السوائل والبروتينات والأملاح والسموم التي تقوم الكلى بالتخلص منها مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
مرض السكري Diabetes:
نتيجة لمضاعفات مرض السكري مثل اعتلال الكلى المصاحب لمرض السكر أو كنتيجة لتراكم الدهون في الجسم وتصلب الشرايين يحدث ارتفاع ضغط الدم.
متلازمة كوشنج Cushing Syndrome:
في هذا النوع يتمم إطلاق كميات كبيرة من الكورتيكوستيرويد أو الكورتيزول في الجسم، نتيجة ورم أو خلل في الغدة الكظرية أو الفوق كلوية adrenal gland وهذا يؤدي إلى الضغط المرتفع الثانوي وذلك كعرض جانبي نتيجة لارتفاع الكورتيزول في الدم.
أمراض الغدة الدرقية والجار درقية:
تلك الأمراض التي تؤدي إلى ارتفاع هرمون الثيروكسين والباراثيروكسين مما يؤدي إلى الضغط المرتفع الثانوي.
2- أسباب أخرى:
السمنة
تناول الكحوليات بكثرة
تعاطي الأدوية التي تؤدي إلى الضغط المرتفع الثانوي كعرض جانبي ومنها:
الكورتيكوستيرويد
هرمونات منع الحمل
مضادات الاحتقان
بعض مضادات الإكتئاب
أعراض ارتفاع ضغط الدم؟
ربما لا تظهر أي أعراض ولكن هناك بعض الأعراض التي ربما تشير إلى ارتفاع ضغط الدم:
صداع شديد
نزيف من الأنف أو في البول
عدم الانتظام في النبض
إرهاق وتشوش
ألم في الصدر
صعوبة في التنفس
مضاعفات ضغط الدم المرتفع:
اعتلالات الشرايين ومنها:
تصلب الشرايين وهنا يحدث تلف في السطح الداخلي لجدار الشريان مما يؤدي إلى تراكم الدهون الموجودة في الدم على السطح الداخلي للشرايين مما يؤدي إلى ضيق الشرايين.
تمدد الأوعية الدموية وذلك نتيجة لزيادة ضغط الدم مما يؤدي إلى تمدد الوعاء الدموي ويصبح رقيقاً، مما قد ينتج عنه تمزق وقد ينتج عنه نزيف أيضاً في أماكن شتى كالعين والمخ وغيرها مما قد يؤدي إلى تلف دائم لا يمكن تلافيه.
اعتلالات القلب:
قد تحدث عدة اختلالات مروراً بالذبحة الصدرية نتيجة لضعف إمداد الدم لعضلة القلب نتيجة لتصلب الشرايين، ثم تضخم عضلة القلب كرد فعل من القلب لزيادة إمداد الدم المتدفق، ثم في النهاية قد يؤدي إلى فشل القلب.
ارتفاع الضغط المفاجئ قد يؤدي إلى أحد المضاعفات الخطيرة التالية:
حدوث نزيف في المخ مما قد يؤدي إلى السكتة الدماغية أو تضرر أجزاء بشكل دائم قد تؤثر على الحركة أو الذاكرة أو غيرها.
حدوث نزيف في العين مما قد يؤدي إلى العمى.
الذبحة الصدرية
تلف في الكلى
احتقان الشريان الرئوي وتراكم السوائل حولها.
ما يعرف بتسمم الحمل
الضعف الجنسي لدى الرجال
علاج ارتفاع ضغط الدم والوقاية منه:
العلاج الدوائي:
هنا لابد من استشارة الطبيب حيث أن أنواع الأدوية وكذلك جرعتها تتوقف على مسببات المرض و السن و ومدى ارتفاعه ومن أمثلتها:
مدرات البول diuretics:
تعمل على إخراج الأملاح والسوائل من الجسم ويفضل تناولها على الريق مما يؤدي إلى إنخفاض ضغط الدم ومن أمثلتها الكلور ثيازيد، و فيوروسيميد، أميلورايد
حاصر لمستقبلات بيتا B blockers:
هذه تعمل على غلق مستقبلات الأدرينالين في عضلة القلب و الشرايين مما يؤدي إلى خفض قوة ضربات القلب وكذلك توسيع الشرايين مما يؤدي إلى تخفيض ضغط الدم.
ومنها الأتينولول المعروف تجارياً tenormin.
علاج ضغط الدم عن طريق العادات الغذائية والحياتية الصحية:
خفض مستوى الملح في الطعام وذلك إذ إن الملح يحتوي على عنصر الصوديوم وهو عامل رئيسي في رفع ضغط الدم، كما يجب الانتباه إلى أن الصوديوم موجود أيضاً في المواد الحافظة لذا يجب الانتباه عند تناول الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة.
تناول كميات مناسبة من الماء.
يجب اتباع حمية غذائية خالية من الدهون غير الصحية واستبدالها بدهون صحية كتلك التي تحتوي على الأوميغا ثري.
يجب الحرص أيضاً في تناول الكربوهيدرات وتناول كميات جيدة من الخضروات والفاكهة، إذ أنه يجب مراقبة السكر.
الحرص على ممارسة الرياضة بشكل يومي وذلك مفيد للدورة الدموية وكذلك لصحة الجسم عموماً.
الحرص على معالجة أسباب القلق وإيجاد بدائل صحية لخفض مستوى القلق والتوتر.
الإقلاع عن التدخين بشكل نهائي.
ختاماً:
ارتفاع ضغط الدم هو أحد أكثر الأمراض شيوعاً في هذا العصر، وبالرغم من القلق الذي ينتاب الكثيرون عند الإصابة به إلا أنه من السهل السيطرة عليه، وذلك إذا التزمنا بالتعليمات الموصى بها من قبل الأطباء.
وفي حال أننا نوصي بعدم القلق منه، إلا أن هذا المرض لا يجب الاستهانة به أيضاً، إذ أنه مرتبط بكثير من المضاعفات والأضرار التي يجب الحرص على عدم الوصول إليها ومراقبته من أجل ذلك، لذا يجب الحرص على المتابعة المستمرة حتى نصبح في منأى عن هذه المضاعفات ومخاطرها.
المصادر:
تعليقات: 0
إرسال تعليق