الكورتيكويد للحامل
الكورتيكويدات هرمونات طبيعية تلعب دورا مهما في العديد من وظائف الجسم.
يتم إفراز الكورتيزون من طرف الغدة الكظرية و يعد الكورتيزون من أقوى مضادات الإلتهاب المعروفة، و نظرا لأدوار هرمون الكورتيزون المهمة خصوصا علاج الالتهاب، قام الباحثون و العلماء باستغلال هذه الخاصية لصنع أدوية مشابهة للكورتيزون لعلاج بعض الالتهابات و الأمراض التحسسية ، وغالبا ما يستخدم العلماء مصطلحي الكورتيزون و الستيرويد للتعبير عن القشريات السكرية ( بالإنجليزية Glucocorticoides).
استخدام الكورتيزون للحامل
يمكن أن يسبب الحمل ظهور أمراض عند المرأة الحامل أو يمكن أن تعاني المرأة من سوابق مرضية تزداد خطورتها عند حملها و كل ذلك يستدعي علاجا بالكورتيكويد ،حيث يتم وصف الكورتيزون بشكل عام لمدة مؤقتة ، كذلك يمكن أن تحمل امرأة تتناول الكورتيزون لأجل مرض مزمن ما و في هذه الحالة لا ينبغي إيقاف أو تغيير العلاج بسبب حملها لأن خطر تأثير الكورتيزول على الجنين ضعيف جدا بعكس تأثيره الإيجابي على الأم اللذي عادة ما يكون مهما جدا.
و من المعروف أن هناك الكثير من المخاوف اللتي تنتاب معظم السيدات من تعاطي الأدوية المحتوية على الكورتيزون بشكل عام حيث يخشى الكثيرون من الآثار الجانبية لهذه الأدوية و منها زيادة الوزن و ارتفاع ضغط الدم ، وفي فترة حمل المرأة على وجه الخصوص ، إذ سوف نتحدث في هذا المقال بالتفصيل على تأثير الكورتيكويدات على الحمل، هل يمكن استخدام الكورتيزون أثناء هذه الفترة ؟ هل تؤثر الكورتيكويدات على الجنين ؟ ماذا يحدث اذا أصبحت حامل و أنا تحت العلاج بكورتيكويد مسبقا ؟هل يمكن استبدال أدوية الكورتيزون بعقاقير أخرى ؟ ستجدون الإجابة عن كل هذه الأسئلة فيما يلي :
عمليا:
يمكن استخدام الكورتيكويدات عند المرأة الحامل مهما كانت طريقة أخذ الدواء سواءا كان فموي أو بواسطة الحقن ، الجرعة، مدة العلاج و مرحلة الحمل.
تناول الكورتيزون قبل الحمل:
إذا كنت تعانين من مرض مزمن ما و تتناولين الكورتيزون كعلاج لفترة قبل حملك فلا بد من استشارة الطبيب و القيام بفحص شامل قبل الحمل إذا كنت تخططين للإنجاب و ذلك للتأكد من توازن المرض قبل الحمل و بصفة عامة لا يوجد أي مبرر في عدم اكمال أو تغيير العلاج بالكورتيكويد اذا كانت فوائد هذا الأخير أكثر من المضاعفات اللتي يمكن أن يسببها.
أثناء الحمل:
لا بد من طمأنة المريضة بخصوص خطر تشوهات الجنين أثناء استخدام الأدوية اللتي تحتوي على الكورتيكويد.
عن طريق الفم أو حقن الوريد: دائما ما نفضل إذا أمكن مادة البردنيزولون ، البريدنيزون ، أو الميتيل بردنيزولون.
في حالة استمرار العلاج عن طريق أقراص دواء الكورتيزون أو الحقن عن طريق الوريد إلى غاية الولادة ينصح بإخبار مجموعة الأطباء الذين سيتكفلون بحديث الولادة.
في حالة الحقن عن طريق العضل بخلاف دواعي الاستعمال للتوليد لا يوجد داعي للاستعمال ماعادا حالة التهاب أو حساسية الأنف و في هذا السياق يفضل استخدامه عن طريق رشاشة الأنف أو عن طريق الفم.
ويمكن بالنسبة للعلاج الموضعي إعطاء الكورتيكويدات للحوامل مهما كان نوعها و مهما كانت طريقة العلاج( عن طريق استنشاق هذه المادة ،البخاخات ، كريمات الجلد،حقن في المفصل،عن طريق العين، الشرج .....الخ)
يمكنك التعرف على بعض أنواع أدوية الكورتيزون مع المعلومات الكاملة عنها من هنا:
أشهر أضرار و آثار الكورتيزون الجانبية للحامل و للجنين :
لدى الكورتيزون أثر مثبط للمناعة كذلك بينت الدراسات العلمية التي أجريت بين العام 1997 و 2002 أن فرص إصابة الجنين بالشفة الأرنبية تزداد عند تناول الحامل للكورتيزون أثناء الثلث الأول من الحمل إلا أنه هناك تناقض مع دراسة حديثة أخرى أجريت بين العام 2003 و 2009 لم تتوصل إلى النتائج نفسها.
واستخدام الكورتيزون من قبل الحوامل يمكن أن يثبط تقلصات الرحم و احتباس السوائل كذلك استعماله لفترات طويلة ومتكررة يمكن أن تؤدي إلى تثبيط قشرة الكدر لدى الجنين.
يمكن أن يسبب الإجهاض عند تناوله خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
يؤذي إلى فتح الشهية بشكل كبير و بالتالي زبادة وزن الحامل
نصائح عامة:
يستخدم الكورتيزون للأم الحامل والمرضع فقط إذا كانت الفوائد تفوق المخاطر مع اتباع تعليمات الدكتور إذ أن الأدوية اللتي تحتوي على هذا الهرمون تستخدم لعلاج عدة أمراض وأهمها :
مرض التهاب العظام و المفاصل.
اضطرابات الدم مثل نقص الصفائح الدموية.
التهاب الأمعاء
أمراض المناعة الذاتية
الحساسية و الربو
بعض أمراض الجلد و أنواع معينة من السرطان .
إلا أن وصف مشتقات هذا الهرمون للمرأة الحامل أثناء فترة حملها يمكن أن يحدث أعراض جانبية رغم العديد من الدراسات الطبية اللتي تنفي وجود خطر على صحة الجنين و الطفل عند تناول هذا الدواء لذا وجب تجنب التداوي الذاتي مع اتباع الوصفة و نصائح الطبيب.
كذلك هناك أطباء يحبذون منع الكورتيزون في الثلاثي الأخير من الحمل واستبداله بعلاج إبر بروتين مناعي نظرا لبعض المشاكل اللتي يمكن أن يسببها الكورتيزن غير أنّ القرار الأخير يبقى بيد طبيبك المعالج.
انتشر استعمال الكورتيزون في الآونة الأخيرة بشكل كبير و عشوائي نظرا لمفعولها في تسكين الألم و فتح الشهية و استخدام إبرة الكورتيزون في إزالة آثار حبوب الوجه بالإضافة إلى خاصيتها في كبح جميع التهابات الجسم.
صحيح أن الكورتيزون دواء سحري لكن إذا استعملته بالطريقة الصحيحة و تحت إشراف أهل الاختصاص و عليك بتجنب التداوي الذاتي فذلك يمكن أن يؤدي إلى مشاكل لا يحمد عقباها.
تعليقات: 0
إرسال تعليق